رواية غرام الفارس الفصل السابع والعشرون 27 الجزء الثاني بقلم هبه ابو بكر

رواية غرام الفارس الفصل السابع والعشرون 27 الجزء الثاني بقلم هبه ابو بكر

 


الفصل السابع والعشرون 


دلف كل من فارس و زوجته و آسر و شهد و فرح و فهد و جميله و بلال إلى داخل الدوار اما الشباب فظلوا سويا فنظر فارس و هو يلتفت لملك مردفا بتحذير : ملك ،اتلمي 


ملك و هي تنظر لغرام مردفة : في إيه يا فارس و انا كنت عملت ايه يعني ،ده مجرد فضول ،بصراحه يعني الواد شخصية اوي ،مش كده يا غرام 


أومأت لها غرام مردفه بتأييد : دي حقيقه ،انتي مشفتيهوش عمل ايه في مراد الزفت ده ، سحب من ايده السلاح وقام مثبته و بعدين قام ضربه على دماغه و ربطه و حطه بالعربية ،لا يا ملك و مشفتيهوش لما شغل مهرجان بنت الجيران بالعربيه و كان مندمج اوي معاه و يقولنا انا شغلته عشان افرفشكو بصراحة مقدرتش امسك نفسي من الضحك ،عسل اوي


نظر فارس لغرام الذي توترت من تلك النظرة التي كادت أن تفتك بها فأردف عامر و هو شاردا : أهو عمار ده كوكتيل متفهميش له حاجة 


ملك باستفسار : طب ايه حكايه عيله الشرقاوي دي


عامر بهدوء : لا عيله الشرقاوي و المحمدي دي حكاية طويلة اوي بس هما بيكرهو بعض جدا و اخر حاجة عملوها معاه ان واحد من عيله الشرقاوي اتجوز البنت اللي كان بيحبها عمار و هي سابته بكل سهوله او باعته البنت كان اسمها سارة تقريبا 


ملك بتأثير : عشان غبيه بقي القمر ده يتساب اومال انتو يتعمل فيكو ايه نولع فيكو!!


انتبهت ملك علي ما قالته فوضعت يديها علي فمها و هرولت من امامهم اما الفتيات وتبادلوا النظرات سويا ولم يستطعوا منع ضحكاتهم وأردفت غرام : يعني بصراحه هي معاها حق 


و أسرعت مهرولة هي الاخري و لحقت بها اميرة و منه ليظل الشباب ينظرون لبعضهم البعض و الغضب يعتريهم فنظرو لمي التي أردفت بمرح : جرا ايه يا شباب في ايه بتبصولي كده و انا اتكلمت 


عامر وهو يجذبها من ذراعها : سيبك منهم يا مي مقدروش على الحمار قدروا على البردعة يلا ندخل نقعد معاهم جوا


و عقب دلوف مي و عامر لحق بهم الشباب و ما كاد أن يدلف مالك حتي جذبه حمزه من ذراعيه مردفا بهدوء : مالك ،ممكن ثواني عايزك 


أومأ له مالك وتحرك معه فأردف حمزه بخبث : انا عاوز افهم ايه بقى الحكاية بالضبط


مالك بانعقاد حاجبيه : حكايه ايه


حمزه و هو يحك أنفه : اصلي شفتك انت و اميره و انتو بتكلموا ،فعندي فضول اعرف كنتو بتكلمو في أي


مالك و هو يقترب منه : يهمك اوي تعرف


حمزه بضحكه خبيثه : أكيد طبعا


مالك بابتسامه : كنت بقولها اني بحبها و عاوز اتجوزها 


حمزه بشر : بسهوله كده سامحتها و عاوز تجوزها


مالك و هو يرفع احدي حاجبيه : مش فاهم يعني ايه بسهوله كده






حمزه بمكر : هو انت متعرفش ان اميره قيلالي انك بتحبها و انها مش معبراك ،بس اظاهر انها ملقتش غيرك بعد ما انا طنشتها ،اصل بصراحه هي خنيقة اوي و عاوزاني كل شويه اكلمها ،بس حقيقي أنت اللي صدمتني كنت فاكرك عندك و لو شويه كرامه


قاطع حديث حمزه تلك اللكمة القوية من مالك و هو يردف بغضب : احترم نفسك يا حمزة ،أنا مش عاوز امد ايدي عليك بس عشان خاطر أهلك بس انت كده زودتها اوي 


حمزه بوقاحة : ايه يا مالك ،هو انا بكدب ، هي مش كانت مطنشاك و بتجري ورايا ،دلوقتي لما انا طنشتها انت حليت اظاهر انها بتتسلي بيك و انت المغفل اللي صدقتها


مالك و هو يقترب منه و يمسكه من ملابسه مردفا بغضب هادر : أنا مش همد ايدي عليك عشان بس مش عاوز اوسخها و لو على المغفل فمفيش مغفل غيرك بص حوليك كويس يا حمزه و انت تعرف مين اللي بتحبك بجد


ثم دفعه و تركه دلفا الى الدوار،اما حمزه فضيق عينيه لا يعرف من يقصد مالك بحديثه ذلك


________________


صعد نبيل الدرج تاركا الجميع بالاسفل و دلف الي الغرفة و وجه لا يبشر بالخير فوجد عايدة تجلس بجانب ابنتها التي لاتزال آثار الصفعات التي نالتها علي وجهها فنظر نبيل ببرود ناحيه عايدة مردفا ببرود : من فضلك اطلعي بره 


عايدة و هي تنهض من على الفراش و تقترب منه مردفه بنبره أشبه بالترجي : أرجوك يا بني ،ارجوك متعملش حاجه فيها ،هي قالتلي علي اللي هي عملته هي غلطت و اتعلمت و صدقني مش


كادت تكمل ليقاطعها نبيل : متحاوليش بنتك مش هتفضل علي ذمتي يوم واحد ،كل ما هبص في وشها هفتكر خيانتها و طعنها ليه في ضهري ،امنها ازاي علي نفسي و بيتي و عيلتي بعد كده ها


عايدة و هي تبتلع ريقها : يعني ايه كلامك ده


كاد يتحدث و لكنه قاطعه صراخ غادة ونهوضها من على الفراش متحامله علي الآلام جسدها مردفه بغضب و صياح : متتحايليش عليه يا ماما ،أنا كل ده سمعه و مش بكلم لاني مش قادرة اكلم من وجع جسمي


ثم نظرت لنبيل مردفه بكلمات أثارت غضبه مرة آخري : وليد فين يا نبيل ،ها وليد فين ؟


نبيل بتهكم : عاوزه تعرفي هو فين ،هجاوبك يا بنت مراد ،ابوكي و حبيب القلب دلوقتي في السجن ،هو انا مقولتلكيش أنه غرام و ماما رجعوا و ابوكي رجع السجن من تاني ،بس المرة دي مع حبيب القلب و اهو يسليه بالمرة 


غادة بصدمة : حبسته يا نبيل 


نبيل بإيماءة ساخرة مقلدا لها : حبسته يا غاده


غادة وصدرها يعلو ويهبط من شدة الغضب فاقتربت منه تريد لكمة بيديها و لكنه استطاع امساك يدها و منعها وأردف بفحيح الأفاعي : زعلانه علي حبيب القلب ،متزعليش اوي كده ،انتي هتحصليه ده تستر على مجرم هربان قاتل يا حبيبتي يعني مش اي حد وغير كده ساعدتوه في محاولة قتله لكريم 


غادة ببكاء : لا ،لا يا نبيل وليد هيخرج مش هتاخد مني كل حاجه كده


نبيل بانعقاد حاجبيه : و انا خدت منك ايه يا حلوة 


غادة بتهكم : أومال بابا اللي محبوس بسببكوا من سنين ده ايه ها


نبيل وهو يجذبها من خصلاتها جاعلا والدتها تتوسله حاي يترك ابنتها ،مردفا بغضب : أبوكي مش في السجن بسببنا ابوكي في السجن عشان قاتل فاهمه ابوكي قاتل ،و بعدين مش عاوزك تتحمقي عشانه اوي كده ده خطف امي و اختي و كان عايز يهرب بيهم يعني مكنش عاوزك ،و كان بيستغلك ،فاهمه ابوكي اللي بدافعي عنه ده كان بيستغلك


غادة ببكاء حاد و تضربه على صدره فهي تشعر بأنها خسرت كل شئ و خسرت احلامها بنهب الأموال من تلك العائله : أنا عمري ما حبيتك ،أنت سامع ،عمري ما حبيتك يا نبيل ،بالعكس انا بكرهك ،انا بحب وليد ،وليد و بس اللي في قلبي ،لكن انت اتجوزتك عشان فلوس عيلتك يعني مش عشانك ،انت و لا حاجه ،بني آدم معندوش لا دم و لا رحمة و كلامه دبش مع اللي حوليه مش بيعمل غير اللي في دماغه ،و غبائك ده اللي خلي اختك تتحرم من اللي بتحبه ،ما انت اللي شجعتها عشان تجوز كريم ،فاكر و لا لا ،و عملت ايه مع البني آدم اللي بتحبه ،حرمته و حرمتها منه ،ليه كل ده !!؟عشان انت اناني يا نبيل و ربنا عاقبك بيا ،ايوا انا بعترف اني عقاب من ربنا ليك ،بس حقيقي أنت تستاهل العقاب ده ،كفايه اني حرقت قلبك و كسرتك و 


ما لبثت تكمل حتى قاطعها نبيل يجذبها من شعرها و صفعاته و لكماته لها تحت توسلات أمها التي كانت تضرب على صدرها بسبب حديث ابنتها المندفع 

نبيل بعضب : أنتي زباله يا غادة ،و زباله دي شويه عليكي و زي ما دخلتك البيت أنا اللي هخرجك منه ثم جذبها من خصلاتها وهي واقعة على الارضيه و لكنه لم يتركها رغم تلك الصرخات المتألمة التي انطلقت منها ومن والدتها و قام بسحبها على الدرج وهو لا يزال ممسكا خصلاتها ،فانتبه الجميع علي الاصوات ،و خرجت إسراء من غرفتها على تلك الأصوات فرأت نبيل يجذب سراء من خصلاتها فاقتربت منه هي و فارس و فارس و عامر و مالك و يحيي و فهد و اسر و بلال 


والده بغضب : سيب البنت يا نبيل هتموت في ايدك 


عايده ببكاء : قوله والنبي ده مش عاوز يسمع مني 


وأردفت غرام بانعقاد حاجبيه و صدمه : هو في اي اللي بيحصل ده 


واقتربت غرام الام من ابنها مردفه بصدمه : نبيل ايه اللي بتعمله في غادة ده ،في حد يعمل في مراته كده


نبيل و هو يدفعها أمام باب الدوار مردفا بصياح : أسكتي يا امي انتي متعرفيش حاجه


والدته بصدمة : معرفش ايه و زفت ايه من امتى وانت بتمد ايدك علي واحده ست ،و بعدين دي مراتك


نبيل و هو ينظر لغاده و عينيه تلمع بالدموع : أنتي طالق ،طالق ،طالق


جحظت عين غرام و ابنتها الذين لا يعلمون بعد هوية غادة الحقيقية 


وأردفت اخته بصدمه : ليه كده يا نبيل


ابتلع نبيل ريقه و كاد يجاوب علي اسئلتهم لتنهض غادة من على الارض بقوه لا تعلم من أين جائتها مردفه بكره : انا هقولك يا ست غرام ،انا أبقي بنت مراد ،عارفه طبعا مين مراد ،و مش بس كده لا ،ده انا اللي ساعته يهرب من السجن بمساعدة وليد حبيبي ،فاهمين ابنكو ده انا و لا حبيته و لا هحبه ،ده بني آدم لا يطاق 


أقتربت والدته منها بغضب فنظرت لها غادة بتحدي فرفعت غرام يدها و قامت بصفعها بقوة على وجهها فقام فارس بأمساكها ومنعها من مواصلة ما تفعله فظلت غرام تتلوى بين يديه اريد افراغ غضبها من غادة لتسترسل غادة حديثها مردفه : استني انا لسه مخلصتش ،عايزه اقولك انه انا اللي كنت بوصله اخباركم علطول ،و 


قاطعها فارس مردفا : انتو مستنين ايه طلعوها بره يلا ،يلا


________________






في منزل عايدة 


دلفت عايدة إلي المنزل و هي تساند ابنتها و عينيها مليئه بالدموع ،تعلم بان عقاب ما ارتكبته قديما تدفع ثمنه عن طريق جشع و طمع ابنتها التي لا تحب أحد سوي نفسها 


عايدة بنبرة باكية : هتقعدي هنا و لا ادخلك اوضتك


غادة و هي تبعد يد والدتها عنها و تتجه ناحية الأريكة: لا هعقد هنا ،و انا لو حبه اعمل حاجه هعملها بنفسي أنا الحمد لله عندي ايدين ورجلين


عايدة بتأنيب : و زوج كمان يا غادة بس انتي اللي غبية و معرفتيش قيمة اللي في ايدك ،و عجبك ابن خالتك ،زي زمان بضبط اهو وليد عامل زي ابوكي ميفرقش حاجه عنه 


غادة بغضب ساخر : لا وحياتك يا ماما مش وقت مواعظ و حكم ،و بعدين لو عاوزه اخد النصيحه والحكمه من حد اكيد مش هيبقي انتى ،ده انتى جيباني في الحرام


لم يصمت غادة سوي تلك الصفعة التي أحتضنت وجهها 


عايدة بصياح و بكاء : غلطت ،كنت عيله و غلطت ،اوعي تفتكري انه ابوكي ملاك ،لا ابوكي ده مشفتش أحقر منه ،أحمد كان برقبته ،ابوكي اللي عجبك اوي ده زمان بعني و اتجوز اميمه العمري عرفاها طبعا و طبعا متجوزهاش حبا فيها ،لا اتجوزها عشان كان بيحب غرام مرات صاحبه يعني عينه زاغت على مرات صاحبه و ده غير طبعا فلوسهم اللي انا متأكده انه كان طمعان فيهم


غادة بغضب : طب اسكتي بقي عشان انا مش طايقه اسمعك كل ما بسمعك بكرهك زياده ثم تحاملت على قدميها دالفه الى غرفتها غالقة الباب بوجهها


_________________ 


بالدوار


كان نبيل يجلس بالصالة مع الجميع و عضلات فكيه بارزة من شدة غضبه و كم يريد الانفراد بنفسه في ذلك الوقت ولكن والدته لم تسمح له مردفة : لا يا نبيل ،انسى انك تطلع فوق و عيب اوعي تسيب الناس دي كلها و تطلع اوضتك و أثناء ذلك كانت إسراء تتابعه بعينيها تتساءل مع نفسها لماذا لم تقع غادة في حبة ؟لماذا عاملته بتلك القسوة ؟على الرغم بعلمها بلسانه السليط و لكنها تشعر بأن داخله شئ آخر ،شئ آخر مختلف عما يظهره أمامهم  فزفرت بضيق فلاحظت غرام ذلك : أنتي كويسة يا إسراء


إسراء بإيماءة : أيوا 


غرام بتساؤل : اومال مالك سرحانه ليه و بتأففي 


إسراء بنفي : لا مفيش


ليردف يحيي بمرح : طب يا جماعه بمناسبه اللمة الحلوة دي أنا حابب اطلب منه و احجزها لنفسي


نظرت له والدته وقامت بضربه على مقدمة راسه مردفه بمرح : جواز ايه اللي بتكلم عنه مش لما تخلص دراستك الاول يا حمار انت


يحيي بغيظ : دراسه ايه بس يا ماما ،سبيني انتهز الفرصه احنا كان بقالنا زمن مجمعناش كده و كل واحد في ملكوته


فرح بتحذير : أخرس يا يحيى أخرس خالص


يحيي بتأفف : اووف بقي يا ماما 


نظرت مي لزوجها و ابتسامة شغوفه علي وجهها ليهمس لها عامر بجانب اذنيها : اخوكي ده حكاية والله


مي بأبتسامه وصوت خافض : طب والله بيكلم صح ،و بعدين انت متعرفش يحيي بيحب منه ازاي


عامر و هو ينظر تجاه منه التي احمرت وجنتيها من الخجل و كانت تنظر تجاه الأرض فأردف حمزه بضيق : هو انت شايف انه وقت هزار يعني !!

ملك و هي تنظر لحمزة و أردفت بتهكم ملحوظ : و ميهزرش ليه يعني ،ايه اللي حصل عشان ميهزرش لو علي نبيل ،فنبيل اقوي من كده واهي كلبة و غارت في ستين داهيه


نظر نبيل لملك و هو يضيق عينيه مردفا في سره : صح ،انت صح يا ملك


اما شهد فنظرت لابنتها بعتاب و اردفت بصوت خافض : ملك ،متدخليش و احترمي نفسك






ملك و هي تعود بظهرها للخلف لتسند ظهرها على المقعد رافعة إحدى قدميها و وضعتها علي الاخري بطريقة رجولية بحته لفتت انتباه حمزة الذي اردف بصوت خافت لملك الجالسه بجواره : اظاهر انهم غلطوا لما سموكي ملك فنظرت له و هي تضيق عينيها لا تفهم مقصده من حديثه ولكنه أكمل حديثه بإشارة من رأسه تجاه مالك مردفا : مالك فيه انوثه عنك


نظرت له ملك نظرة غيظ و اردفت مقلده له باشاره من راسها : طب انت شايف منه أختك


حمزة بسخرية : اها مالها


ملك بابتسامة جانبيه : فيها رجولة عنك


ضم حمزه قبضته بغضب و اردف بغضب : احترمي نفسك يا ملك


ملك بحدة : ولو محترمتش هتعمل ايه يعني !؟


جز على اسنانه مردفا بوعيد: لو على العمايل فمفيش اكتر منها


ملك و هي تنهض تارك خلفها حمزه يتاكله الغضب : العب بعيد يا شاطر


و فجأة نظر نبيل تجاه شقيقته عندما تذكر كلمات غادة عن انانيته و كره تجاه فارس ،فنظر ايضا تجاه فارس فوجده لا يزيح عينيه من علي شقيقته و نظراته تعبر عما يشعر به تجاها ،فشعر بالالام كادت تمزقه ،فلماذا كان اناني لتلك الدرجه ،لما لم يفضل سعادة شقيقته علي نفسه ،فهو من اوقعها و إقناعها بالموافقة للزواج من كريم ذلك الرجل الذي وثق به وظن أنه سيجعلها تنسي فارس و تعشق من جديد و لكن كريم خيب اماله واحلامه و جعل الندم ينهش قلبه فحمحم نبيل حتى ينتبه الجميع له و اردف بصوت عالي : طيب يا جماعه بما أن الكل مجمع النهارده ،فانا حابب اقول حاجه


والده بانعقاد حاجبيه : خير يا نبيل 


نبيل بتنهيده و ينظر تجاه فارس : انا عارف انكو هتستغربوا كلامي ،بس انا غلطت كتير مع فارس و حابب اني اعتذر منه ،و حابب اكتر اني اصلح غلطي و اللي عملته زمان


كان فارس يستمع لحديث نبيل و عينيها تتسع مع كل حرف يخرج من فمه فهو لا يصدق بان نبيل يردف بذلك الكلام ،فلو ان احد اخبره بان نبيل سيفعل ذلك معه لم يكن سيصدقه ، و بدأت ابتسامته تتسع تدريجيا فهو يحب نبيل فهو يعرفه منذ صغره و كم أراد أن يكون صديقين مقربين ،و لكن في كل مرة كان يقترب منه كان نبيل يبتعد ،يعلم جيدا بغيرته العمياء التي نهشت قلبه ،و يعلم ايضا بان الغيره كانت دافع له حتى يكره ،فتقرب غرام منه كان يضايقه كثيرا 


اما غرام فنظرت لمي التي بادلتها نظراتها تلك بأخرى مصدومه لا يصدقون انه يعترف بخطئه 


نبيل بهدوء : فارس خلينا نروح لكريم و ننهي موضوع طلاقه من غرام ، ثم نظر لوالده مردفا : بابا بعد إذنك فارس و غرام لازم يتجوزوا ،ضيعوا كتير اوي وكل اللي ضاع منهم لازم يعوضوه و كاد يكمل فقاطعه فارس الذي انفرجت أساريره مردفا بسعاده حقيقيه ناهضا من مكانه محتضنا نبيل بفرحه بادلها نبيل له : ينصر دينك يا نبيل 


ثم خرج من احضانه مردفا : سيبلي بقي الطلعه دي ،انا هكمل ،اركن انت على جنب


نبيل بابتسامة بسيطة : اتفضل يا سيدي


فارس و هو يأخذ نفسا عميقا و يخرجه بهدوء ناظرا لفارس :  عمو ،أنا عارف انك مش هترفض لي طلب و انك بتحبني ،فعشان خاطري ،عشان خاطر امي الغلبانه اللي هناك دي اللي عايزه تفرح بيا لتوافق 


شهد بتذمر: انت هتشحت يا فارس ،ثم نظرت لزوجها مردفه بصوت خافض : الواد طلع لك يا آسر عنده خلل في مخه 


اسر بابتسامه مصطنعه حتي لا يلاحظ احد : حبيبتي الله يخليكي تسلميلي ،وبنتك كمان والله طلعالك 


لكزته شهد مردفه : طب اتكلم هتسيب ابنك كده كتير ،قول حاجه


أسر و هو يزفر بضيق : حاضر 


ثم نظر لفارس : ها يا فارس قولت ايه 


فارس و هو ينظر لزوجته التي أومأت له بابتسامه بسيطه علي وجهها : تمام يا جماعه علي خير الله


و لكن جحظت عين الجميع عندما نهضت غرام مردفه بتذمر : لا يا بابا ،انا مش موافقه ،و مش عاوزه اتجوز فارس


__________________


في سيارة عامر و مي 


كانت تصدح صوت ضحكات عامر بالسيارة فلكزته مي الذي كانت تنظر له بغيظ : ممكن اعرف انت بتضحك علي ايه


عامر من بين ضحكاته : يعني مش عارفه يا حبيبتي ،ده انتو عيله مجانين والله ،اخوكي اللي لسه مدخلش جامعه و عاوز يجوز ،و لا ملك اللي زي ما تكون ميت راجل في بعض ،وكله كوم و فارس و غرام كوم تاني ،هو قعد يترجى ابوها يوافق و هي تقوم بكل سهوله تقوله لا 


مي بضحكه بسيطه : طب متتريقش لو سمحتي علي عيلتي انت سامع


عامر بمرح : علم و ينفذ يا مي هانم ،بس حقيقي هموت و اعرف فارس هيعمل ايه مع غرام كل ما افتكر وشه اللي احمر و كانه هاين عليه يقوم يجيبها من شعرها مقدرش امسك نفسي


مي بنفي : لا من الناحيه دي مفيش قلق ،غرام بتحبه و هو كمان ،هو بس الغباء كان واخده شويه و انا متاكده انه هيعرف يقنعها 


ثم نظرت تجاه الطريق و أردفت باستغراب : انت رايح فين يا عامر ،ده مش طريق البيت 


عامر بإيماءة : اها ،ده طريق المستشفى ،لازم نطمن و نعرف انتي حامل و لا لا


مي بإيماءة : ماشي ،بس يارب يطلع زي ما توقعنا نفسي في بيبي اوي يا عامر


عامؤ و هو يمسك يديها و يقبلهم بحنان : ان شاء الله يا حبيبتي






و بعد مرور بعض الوقت


كانوا يجلسون أمام تلك الطبيبة التي أنهت الكشف علي مي للتو فأردف عامر و هو ينظر للطبيبه : ها يا دكتورة طمنينا 


مي و هي تعدل ملابسها و تتجه ناحيه عامر تنتظر كلام الطبيبه بفارغ الصبر و تدعي ان يتحقق ما يتمناه هي و زوجها لتكتمل سعادتهم 


وأردفت الطبيبة بابتسامه : مبروك يا مدام مي ،انتي حامل في أسبوعين 


مي و هي تضع يديها على فمها وعينيها تلتمع بالدموع : الف حمد و شكر ليك يارب الحمد لله 


اما عامر ظل لا يستوعب وظل عدة ثواني يحاول بهم استيعاب ما قالته الطبيبة وعندما استيعابه نهض من مكانه محتضنا زوجته التي كانت تبكي بسعاده و ابتسمت الطبيبه علي ما يفعلوه فيبدو انهم عاشقين حتى النخاع


عامر بحب : الف مبروك يا حبيبتي مبروك


مي و هي تخرج من احضانه : الحمد لله يا عامر الحمد لله ربنا استجاب مننا


__________________


في منزل حفيظة 


دلفت حفيظة غرفتها هي و زوجها لتجده يتحدث بالهاتف و السعادة لا تسعه


الف مبروك يا عامر الف مبروك يتربي في عزك يا حبيبي خلي بالك من مراتك يا عامر تمام و بارك لها بالنيابه عنى و احنا ان شاء الله بكره هنجيلك ،مع السلامه


و عقب إنهاء مكالمته أردفت زوجته بصدمه


هي مي حامل 


أومأ لها زوجها : ايوة لسه عارفين انهارده و اعملي حسابك نروح لهم بكره نبارك لهم و 


لم تستمع حفيظة لباقي حديث زوجها فذهنها الان شاردا فهي تعلم بأن اختها وابنتها سياذون مي رغم رفضها فهي قد سمعت حديثهم الذين تحدثوه عند نهوضها و لم ينتبهوا عليها و انها استمعت إليهم ،وعلى الرغم من معرفتها بذلك الامر و لكنها لم ترد أن تخبرهم حتى لا تكون شريكه إذا علم عامر و اذا حدث و علم عامر بما فعلوه تكون خارج الموضوع و لكن الان لا تستطيع أن تتركهم يأذونها فهي تحمل حفيدها و قطعه من ابنها في أحشائها إذا فعليها التصرف سريعا و انقاذ مي من براثنهم ليس من اجلها و لكن من اجل حفيدها


يتبع....


      الفصل الثامن والعشرون الجزء الثاني من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×